العطور العطور من أكثر الأشياء الرائعة، التي صنعها الإنسان، فالعطر إضافة رائعة لشخصيّة الإنسان، وتعبير قويّ عن أناقته، فهو يمنح النفس التفاؤل، ويمدّها بالأمل، ويزيد الثقة بالنفس، ويجعل الشخص المتعطّر مقبولاً بشكلٍ أكبر عند الآخرين، وقد بقيت صناعة العطور لسنواتٍ طويلة اختصاصاً شرقيّاً بامتياز، حيث كانوا يتفنّنون بصناعة العطر من مواد مختلفة، ثم انتشرت صناعة العطر، وتنوّعت مصادره، وبعد أن كانت صناعة العطر مقتصرةً على استخلاصها من الأزهار والنباتات، أصبحت صناعة العطر تدخل في تركيباتٍ كثيرة، ومصادر عديدة، مثل: المسك، والعنبر،
وهي مصادر حيوانيّة باهظة الثمن، ورغم ذلك تبقى الأولويّة الكبرى لصناعة العطر، هي للأزهار، لأنّها أساس الروائح الطيّبة، وأكثرها انتشاراً، ومن أشهر الأزهار التي تتم صناعة العطور منها: الياسمين، والكولونيا، والبنفسج، والورد الجوريّ، والنرجس، والقرنفل، ونبات الفانيلا، والرّيحان، والخزامى، وغيرها الكثير. كيفيّة صناعة العطور من الأزهار تتمّ صناعة العطور من الأزهار بعدّة طرق، فأحياناً يتم استخلاص الزّيوت العطريّة والعطر من بتلات الأزهار، وأحياناً من أوراقها، وأحياناً من سيقانها،
وأحياناً تُستخدم كامل الزهرة في صناعة وتحضير العطر، وتُعتبر الزيوت العطريّة المستخرجة من بتلات الأزهار، من أجواد أنواع العطور، وأغلاها، ويتم تحضير العطر من الأزهار بطرق عديدة. التقطير بالبخار: يتم فيها تمرير البخار الكثيف على بتلات الأزهار، أو سيقانها وأوراقها، حسب الجزء العطريّ الفعّال منها، وبهذه الطريقة، تتفكّك الزيوت العطريّة المخزّنة فيها، وتتحوّل على شكل غاز، وتنطلق هذه الغازات عبر أنابيب خاصّة ومجهّزة، يمر فيها ويبرد ويتكثّف، ويتحوّل إلى سائل،
ويتم تخزين هذا السائل العطريّ المركز في قوارير زجاجيّة محكمة، وبالإمكان الحصول على هذا السائل، بتسخين بتلات الأزهار في ماء مغليّ، وغليها مع الماء، واستخلاص الزيت العطري الناتج. الاستخلاص بالمذيبات: وتعدّ هذه الطريقة، من أهم طرق صناعة العطور، وتكون بإذابة بتلات الأزهار في مذيب كيميائيّ، ومن ثمّ القيام بعمليّة تقطير للمحلول الناتج، وبعد انتهاء عمليّة التقطير، نلُاحظ مادة شمعيّة تحتوي على الزيوت العطريّة المستخلصة، فيتم وضع هذه المادة الشمعيّة في كحول إيثيلي حتى يذوب الزيت العطريّ، ويطفو على السطح، ثم يُعرّض لحرارة مناسبة لنوع الكحول، فيبتخر وتبقى مادة الزيت العطري المركزة. الاستخلاص بالنقع: وتتم هذه الطريقة بوضع طبقة دهنيّة في أوعية زجاجيّة، ومن ثم توزيع بتلات الأزهار فوق هذه الطبقات الدهنيّة،
حتى تمتصّ الزيت العطريّ المخزن في البتلات، فتتكوّن مادة دهنية عطرية الرائحة، تُسمّى بالمرهم أو الكريم العطريّ، ومن ثم يُعالج المرهم الناتج عدّة معالجات كيميائيّة بوضع الكحول عليه، للتخلّص من المادة الدهنيّة، والاحتفاظ بالزيت العطري المركز.
كيفية صناعة العطور مرحلة التجميع قبل البدء بعملية تصنيع العطور تُجمع المواد الخام التي ستدخل في صناعة العطور، حيث تُحصد أجزاء من النباتات من جميع أنحاء العالم وغالباً ما تُحصد يدوياً، ويتم الحصول على المواد الحيوانية عن طريق استخلاص المواد الدهنية من الحيوانات مباشرة، وتصنع المواد المعطرة الكيميائية في المختبرات الكيميائية. مرحلة الاستخلاص التقطير بالبخار: يمرر البخار في النبتة بعد تثبيتها جيداً؛
لتتحول خلاصة الزيت فيها إلى غاز، ويتمرر الغازات داخل أنابيب مبردة، كما يمكن استخلاص الزيوت عن طريق غلي أجزاء من النباتات؛ مثل: بتلات الزهور بدلاً من تبخيرها. الاستخلاص بالتذويب:
توضع أجزاء النباتات في خزانات كبيرة دوارة، وتُصب مادة البنزين أو أي سائل بترولي فوق النباتات لاستخلاص الزيوت، حيث تذوب أجزاء النبات في السائل، بينما تبقى مادة شمعية تحتوي على الزيوت المستخلصة، وتوضع بعد ذلك في كحول الإيثيل ليذوب الزيت الموجود في الكحول ويرتفع،
وتُستخدم الحرارة بعد ذلك لتبخير الكحول الذي يترك تركيزاً أعلى من الزيت العطري في الأسفل بمجرد أن يحترق. الحل بالنقع: تنقع أجزاء النباتات بدهون دافئة، وتذوب الدهون والزيوت الناتجة بواسطة الكحول للحصول على الزيوت المستخلصة. الضغط: تعد هذه الطريقة من أقدم وأبسط الطرق المستخدمة لاستخلاص الرائحة، حيث تُضغط المواد النباتية يدوياً أو بواسطة الآلات حتى تخرج الزيوت العطرية منها.
مرحلة الدمج بعد الانتهاء من استخلاص الزيوت العطرية من المواد النباتية تكون مستعدةً لتدمج معاً بالاعتماد على تركيبة مبتكرة من مختص بالعطور، وقد يستغرق الأمر سنوات عدة، وأكثر من 800 تجربة للوصول إلى التركيبة الصحيحة لرائحة ما. بعد ابتكار الرائحة تُمزج مع الكحول، وأغلب العطور تشكل نسبة 10-20% من الزيت العطري ممزوج بخليط من الكحول والماء،
وقد تختلف هذه النسبة تبعاً لنوع العطر والرائحة، حيث تتكون الكولونيا من 3-5% من الزيوت العطرية الممزوجة مع 80-90% من الكحول و 10% من الماء. مرحلة التعتيق تمر العطور الفاخرة بهذه المرحلة حيث تُعتَّق العطور الممزوجة مع الكحول لمدة تتراوح بين عدة أشهر إلى عدة سنوات، ليستعان مجدداً بخبير بالعطور ليشم الرائحة، ويقرر ما إن كانت صحيحةً أم بحاجة إلى المزيد من الوقت